في عالم يسيطر فيه الإنترنت على شتى جوانب حياتنا، أول خطوة نتخذها عند التفكير في شراء سلعة أو منتج معين هي البحث على الإنترنت عن هذا المنتج واكتشاف الشركات التي تُقدمه والمقارنة بينها حتى الوصول إلى قرار الشراء في نهاية المطاف. وهنا تأتي أهمية التواجد على الإنترنت بشكل فعّال، حيث يساعد المستهلكين في العثور على علامتك التجارية قبل أن يكونوا على دراية بوجودك ويساعدهم في التعرف على سمعتك قبل الشراء. وفي النهاية، ستلعب كل هذه المعلومات دورًا في قرار الشراء الذي يتخذه العميل.
في هذا المقال نناقش معكم أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وزيادة تواجدها على الإنترنت.
تتمثل إحدى أفضل الطرق لبناء تواجدك عبر الإنترنت في إنشاء قائمة بريد إلكتروني وتنميتها حيث تمكنك قائمة البريد الإلكتروني من التواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري. لتنمية قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بك، يمكنك إنشاء محتوى مخفي يجب على المُستخدم التسجيل للإطلاع عليه أو تحميله. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الحث على اتخاذ إجراء (CTA) على موقعك الإلكتروني وحسابات الشبكات الاجتماعية للترويج لنشرتك البريدي.
ويوجد طرق عديدة يمكنك من خلالها جمع عناوين البريد الإلكتروني لزوار موقعك، وكذلك العديد من الأدوات التي تُسهل عليك إنشاء نماذج جذّابة تشجع الزائر على التسجيل في النشرة البريدية.
مع تغيير الخوارزميات بشكل يومي، يعد تحسين محركات البحث (SEO) أحد أفضل الأساليب لبناء تواجدك عبر الإنترنت. والخطوة الأولى للظهور عبر الإنترنت بشكل فعّال هي التركيز على تحسين ترتيب موقعك في صفحات النتائج من خلال التأكد من تهيئة الموقع بما يتناسب مع سياسات محركات البحث.
الجزء الأول هو تهيئة الصفحات الداخلية-On-Page SEO والجزء الثاني هو التهيئة الخارجية.
التهيئة الداخلية تتعلق بشكل أساسي حول المحتوى وعرضه، بما في ذلك اختيار الكلمات المفتاحية، وإنشاء روابط داخلية، وكذلك التركيز على صناعة محتوى فعّال يحتوي على قيمة حقيقية بما يتناسب مع عمليات البحث.
والجزء الثاني هو التهيئة الخارجية، وتتعلق بشكل أساسي ببناء الروابط والترويج للموقع، وكذلك التأكد من إعداد روابط الموقع بشكل صحيح بالإضافة إلى تحسين سرعة تحميل صفحات الموقع بشكل مستمر.
لكي تظهر على الإنترنت، يجب أن تكون نشطًا. وهذا يشمل النشر بانتظام على حسابات مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى المدونة ومحتوى الموقع أو بالأحرى كل قنوات التواصل الممكنة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون نشطًا في التفاعل مع الجمهور مثل الرد على التعليقات والمشاركة في المحادثات، وكذلك الاطلاع على الاتجاهات الجديدة ومواكبتها بشكل لحظي.
بمجرد أن تبدأ ببضع خطوات لبناء وجودك على الإنترنت، يجب أن تبدأ أيضًا في تحليل النتائج باستمرار حتى تُدرك فعّالية هذه الخطوات، وتتعرّف على الاستراتيجيات التي تحقق نتائج وتلك التي تمثل إهدارًا لوقتك وطاقتك. وحتى تتمكن من التحليل بشكل ناجح، ابدأ بتحديد مقاييس الأداء المهمة بالنسبة لك. فإذا كنت تعمل على تحسين ظهور موقعك في محركات البحث لديك، فمن المُهم أن تركّز على المقاييس المتعلقة بهذه الخطوة مثل معدل الظهور، وعدد النقرات إلخ… والأمر لا يختلف كثيرًا في حالة بناء قائمة بريدية مثلًا، فستحتاج إلى تتبع مقاييس أساسية مثل عدد المشتركين، ومعدل فتح الرسائل البريدية وكذلك نسب النقر إلى الظهور-CTR.
ضع في اعتبارك أن هذه استراتيجيات طويلة الأجل وقد تستغرق بعض الوقت لتحقيق نتائج ملموسة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب تتبع بعضها، مثل الوعي بالعلامة التجارية. لكن لا بأس بذلك - لمجرد أن النتائج قد يكون من الصعب تتبعها لا يعني أن الأمر لا يستحق القيام به.
التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي هو ضرورة في هذا العصر. في الواقع، يوجد الآن 3.2 مليار شخص على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ولذلك تعد وسائل التواصل الاجتماعي أداة رئيسية للوصول إلى جمهورك المُستهدف بشكل مباشر وسريع. يساهم التواجد على الشبكات الاجتماعية في تكوين الثقة في علامتك التجارية، وإعطاء المصداقية للمنتجات التي تقدمها.
عندما يبحث العملاء المحتملون عن علامتك التجارية، فإن أول ما سيبحثون فيه هو حسابات الشبكات الاجتماعية لمعرفة الكيفية التي تتواصل بها العلامة التجارية مع الجمهور، وكذلك الاطلاع على الآراء والتقييمات حول المنتجات التي تقدمها.
ربما يبدو هذا مكررًا، لكنه مهم: لكي تظهر على الإنترنت، يجب أن يكون لديك موقعًا إلكترونيًا. إلى جانب التواجد على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن موقعك الإلكتروني هو أحد الأماكن الأولى التي سيذهب إليها الجمهور لمعرفة المزيد عن شركتك.
بجانب أن الموقع الإلكتروني هو المكان الذي يمكنك فيه إظهار علامتك التجارية من خلال الألوان والخطوط والنصوص والفيديو والصور، وكذلك عرض عرض أهم المميزات التي يقدمها منتجك والمشاكل التي يعمل على حلها. كما أن إنشاء موقع إلكتروني الآن أصبح في منتهى السهولة وبتكلفة لا تكاد تذكر أيضًا وذلك في ظل وجود العديد من أنظمة إدارة المحتوى وبناء المواقع.
كلما زاد المحتوى الذي تنتجه، زادت الفرص المتاحة لك للظهور على الإنترنت حيث أن وجودك على الإنترنت يتمحور بشكل أساسي حول فرصك في الظهور على محركات البحث والشبكات الاجتماعية. لتبدأ في إنتاج المحتوى بشكل فعّال، فكّر أولًا في الاستراتيجية التي ستتبعها وكذلك القنوات أو الشبكات الاجتماعية التي ستركز في التركيز عليّها؛ حيث أن التواجد الفعّال على شبكتين أو ثلاثة أفضل بكثير من التواجد غير الفعّال على جميع الشبكات.
وبالتالي يجب أن تحدد الأولويات بناءً على بحث الجمهور المُستهدف والشبكات التي يتواجد عليها، وكذلك طبيعة المحتوى الذي يتفاعل معه.
بناء وجود مشروعك على الإنترنت يشبه إلى حد كبير بناء العلامة التجارية. وأحد الأساليب التي تستخدمها العديد من الشركات في بناء العلامة التجارية هو تشخيص علاماتها التجارية، من خلال إضفاء الطابع الشخصي على العلامة التجارية تتمكن الشركات من جذب انتباه المُستهلكين بشكل مُخصص وأكثر فعّالية، مما يجعلهم يشعرون أن الأمر شخصيًا وغير عشوائيًا.
عند التفكير في إنشاء محتوى أو تنفيذ أي نشاط تسويقي، فكّر جيّدًا في الكيفية التي يمكن من خلالها إضفاء الطابع الشخصي على جميع الرسائل التسويقية والمحتوى حتى تتمكن من كسب ثقة الجمهور بشكل أسرع.
الحل الأسرع لبناء التواجد عبر الإنترنت هو إطلاق الحملات الإعلانية المدفوعة على الإنترنت، وبالتالي يمكنك إظهار موقعك في أعلى محركات البحث بشكل أسرع. يمكنك الإعلان على محركات البحث مثل قوقل، وياهو، وبينق. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا الإعلان على مواقع التواصل الإجتماعي التي تشتهر بامتلاك خيارات متنوعة لإطلاق حملات إعلانية فعّالة تُساهم في تحقيق هدفك التسويقي، والتي من أشهرها إنستقرام وفيسبوك وتويتر.
قبل أن تبدأ الإعلان عبر الإنترنت، فكّر فيما تريد الترويج له. هل تريد الترويج لعرض محتوى معين؟ أو ربما كنت ترغب في الإعلان عن النشرة البريدية الخاصة بك؟ بمجرد اختيار ما تريد الإعلان عنه، ستحتاج أيضًا إلى اتخاذ قرار بشأن الأسلوب الإعلاني الأنسب للترويج لهذا النوع من المحتوى.
الاعتماد على المؤثرين في الأنشطة التسويقية والترويج للمنتجات التي تقدمها هي وسيلة فعّالة للغاية يمكنك من خلالها كسب ثقة الجمهور وتعزيز تواجدك على الإنترنت؛ وخصوصًا مع زيادة عدد المؤثرين في مختلف المجالات، وهو ما يزيد من فرصك في الظهور والوصول إلى شرائح أوسع من جمهورك المُستهدف. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتحدثون عنك، زاد عدد مرات الظهور على الإنترنت.