يزداد اتجاه المُستهلكين إلى التجارة الإلكترونية بشكل مُتسارع للغاية، مما يؤدي إلى نمو واضح في حجم سوق التجارة الإلكترونية، حيث أنه من المتوقع أن يتم 1.9 مليار شخص عملية شراء إلكترونية بنهاية 2019، وأكثر من 2 مليار شخص بحلول عام 2021. وكثرة الطلب دفعت الشركات إلى التفكير في طُرق جديدة تصل من خلالها لشرائح أكثر من الجمهور.
تشمل هذه الطرق التسويق المُخصص بالبريد الإلكتروني، وتهيئة البحث الصوتي والبحث باستخدام الصور؛ والكثير من هذه الطرق تعتمد بشكل أساسي على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، والذي يؤثر بشكل كبير جدًا على التجارة الإلكترونية حاليًا، وفي المستقبل بالتحديد. في هذا المقال أربع أسباب توضح مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق التجارة الإلكترونية.
رسائل البريد الإلكتروني التي تُرسل للمُستهلك الذي لا يُتم عملية الشراء بعد وضع بعض المنتجات في العربة تحظى بمعدل فتح 45%، وهو نتيجة لعملية أتمتة التسويق بالبريد الإلكتروني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. التخلي عن عملية الشراء بعد وضع منتجات في عربة التسوق يشير في كثير من الأحيان إلى وجود خطأ أو مشكلة ما قبل إتمام الشراء؛ استخدام الأتمتة والتسويق بالبريد الإلكتروني يساعد في الحد من هذه المشكلة.
يوجد أسباب عديدة قد تمنع أحد المستخدمين من عدم إتمام الشراء، مثل تكاليف الشحن العالية وكذلك الحاجة إلى إنشاء حساب قبل إمكانية الشراء؛ وفهم هذه الأسباب ضروري للتغلب على المشكلة وتسهيل عملية الشراء على المستخدم؛ وبالتالي تمثل الأتمتة طريقة ممتازة لإعادة العملاء، بينما يتم أيضًا جمع المعلومات التي يمكن أن تساعدك على منع المزيد من العملاء من التخلي عن عربة التسوق من خلال رسالة بريد إلكتروني تحتوي على استبيان مثلًا.
توقعت دراسة أجرتها comScore أنه بحلول عام 2020، ستُجرى 50٪ من جميع عمليات البحث على الإنترنت عن طريق الصوت. ومع ظهور أجهزة مثل Alexa و Echo وأجهزة Apple التي تستخدم Siri و Google Home، يمكن للعملاء البحث عن منتجات باستخدام أصواتهم. ونتيجة لذلك، يتعين على الشركات ضمان العثور على منتجاتها من خلال البحث الصوتي.
يجب على الشركات أن تبدأ في تحسين مواقعها على الويب للبحث الصوتي. على سبيل المثال، يمكن الآن للعديد من الشركات استخدام تعلُّم الآلة عن طريق السماح للعملاء بالتسوق عبر Alexa على مواقعهم الإلكترونية. يبحث العملاء عن مزيد من الراحة في عملية التسوق عبر الإنترنت، ويوفر البحث الصوتي للعملاء هذه الراحة من خلال قابلية البحث عن العناصر دون الحاجة إلى كمبيوتر محمول أو هاتف، مما يجعل تجربة التسوق أكثر فاعلية.
يلغي الذكاء الاصطناعي الحاجة إلى التخمين ووضع افتراضيات عندما يتعلق الأمر باستهداف المستهلك المناسب؛ وبدلًا من اعتماد مفهوم "الحجم الواحد يناسب الجميع"، وإنشاء إعلانات باستهداف واسع وغير فعّال، يمكن للشركات الآن استهداف العملاء وفقًا لسلوكهم الشرائي وطبيعة تفاعلهم رقميًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
تعمل أدوات أتمتة التسويق الرقمي والذكاء الاصطناعي على تسهيل جمع بيانات الجمهور المُستهدف وإنشاء إعلانات ديناميكية تأخذ هذه البيانات في الاعتبار، ويتم وفقًا لذلك نشر هذه الإعلانات على منصات وقنوات مناسبة لطبيعة المحتوى مما يجعل الشخص المُستهدف أكثر عرضة لرؤية الإعلان. وأيضًا إمكانية إعادة الاستهداف-Retargeting، التي تتيح للشركات استهداف عملاء تفاعلوا بالفعل مع العلامة التجارية بشكل أو بآخر.
يستطيع المسوق إنشاء محتوى جذّاب وجيّد جدًا، ولكن لا يمكنه تحقيق الأهداف التسويقية وزيادة المبيعات إن لم يتمكن العملاء من العثور عليه. يبحث الكثير من العملاء عن المنتجات باستخدام محركات البحث والبحث داخل المتجر نفسه. وجدير بالذكر أن أكثر من 40% من زيارات موقع التجارة الإلكترونية تأتي من خلال نتائج البحث الطبيعية لمحرك البحث قوقل؛ وهو ما يجعل تهيئة الموقع للظهور في محركات البحث أمرًا حيويًا ومصيريًا لنجاح المتجر من عدمه.
يمكن للأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تساعد المسوقين على جذب المزيد من الزيارات إلى مواقعهم بطريقة تشجع المشترين على التدفق السلس عبر متجر التجارة الإلكترونية من خلال تحليل الموقع والتأكد من اختيار الكلمات المفتاحية الصحيحة، وتنظيم المحتوى بشكل مثالي ودون أخطاء مثل أدوات تحليل أداء الموقع، وترشيح منتجات ذات صلة إلخ…
لسنوات طويلة، ارتبط ذكر الذكاء الاصطناعي بالأجهزة الآلية وشكل الماكينات التي من المتوقع وجودها مستقبلًا؛ ولكن اليوم، من المستحيل خوض محادثة عن مستقبل التسويق الإلكتروني دون ذكر الذكاء الاصطناعي كجزء رئيسي من هذا المُستقبل؛ وبالتالي يجب على المسوقين التفكير باستمرار في كيفية استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات تسويقية أكثر فعالية لتحقيق نجاحات أفضل، وتعزيز الوصول إلى الجمهور المُستهدف.