عادةً ما يعتقد الكثير أن مُهمة التدوين سهلة، ولا تتطلب الكثير من المؤهلات أو الخبرة للوصول إلى مراحل مُتقدمة فيها؛ ولا تتضمن الكثير من التفكير والتخطيط المُستمر؛ وهذا الاعتقاد شائع بشكل كبير بين المدونين المبتدئين. ولكن بمجرد بدء عملية الكتابة فعليًا، وإنهاء أول مقالتين مثلًا، يدركون أن الأمر أصعب مما يظنون، وأن التدوين لا يختلف كثيرًا عن الوظائف الإبداعية التي تحتاج إلى تفكير مستمر.
لذلك هذا المقال موجّه إلى المدونين المبتدئين الذين يتطلعون إلى تحقيق نمو سريع في مسارهم المهني. فيما يلي مجموعة متنوعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم المبتدئين وبعض النصائح حول كيفية تجنبها.
عندما يبدأ أحدهم في التدوين، عادةً ما يركز على مواضيع كبيرة وعامةً مثل:
والمشكلة الأساسية في الكتابة عن مواضيع عامة بهذا الشكل هي أنها مواضيع واسعة جدًا، وتحمل بين طياتها الكثير من التفاصيل والفروق الدقيقة، وبالتالي من الصعب جدًا الكتابة عنها بشكل دقيق يقدم فائدة حقيقة. بالإضافة إلى ذلك، كتابة مواضيع عامةً تعنى بالضرورة أنها تستهدف جمهورًا عامًا أيضًا؛ وهو شيء ضار جدًا، حيث أنه كلما كانت الموضوعات التي تكتب عنها أكثر تحديدًا، كان الجمهور المُستهدف أصغر وأكثر استهدافًا؛ وهو ما يؤثر بعد ذلك على معدل التحويل بشكل مباشر.
التركيز على فكرة واحدة وواضحة هو أنسب طريق لكتابة تدوينة فعّالة تُمكنك من تحقيق أهدافك التسويقية. ضع الجمهور المُستهدف في ذهنك، وحاول التفكير في المشاكل الأساسية التي تواجهه ويساعد منتجك/خدمتك في حلها بشكل مباشر أو غير مباشر.
بمجرد الحصول على فكرة مناسبة، يمكنك البدء في الكتابة بشكل محدد وعملي حول هذه الفكرة، وتوفير حلول واضحة وفعّالة للمشاكل والتحديات التي يواجهها جمهورك المُستهدف.
في بعض الأحيان، عندما تجد فكرة رائعة للكتابة عنها، يكون من المغري حقًا البدء في الكتابة عنها مباشرة ومن ثم نشرها على الفور؛ ولكن ما ينتج عن ذلك عادةً ما يكون تدوينة دون المستوى ولا تصلح للنشر على الإطلاق. والسبب هو أن أسلوب السرد العفوي لا يتناسب أبدًا مع المدونات؛ وذلك لأن معظم القراء يقومون بأخذ فكرة عامةً عن المقال من العناوين الرئيسية دون التمعن في القراءة.
أول شيء يجب عليك فعله هو اختيار نوع التدوينة التي ستكتبها، هل هي تدوينة إرشادية تحتوي على خطوات عملية للقيام بمهمة محددة؟ هل ستكون في شكل قائمة؟ إلخ… وبمجرد تحديد طبيعة ونوع التدوينة، تأتي مهمة إنشاء مُخطط للكيفية التي ستعرض بها التدوينة وكيف سيتم تقسيمها.
كتابة الخطوط العريضة للتدوينة قبل البدء في الكتابة الفعلية، ووضع فهرس واضح (حتى وإن لم يكن نهائيًا) يُسهل عليك الكتابة، ويساعدك في تنظيم أفكارك وعرضها بشكل سلس وسهل الفهم.
لنفترض أنك على وشك كتابة تدوينة بعنوان "لماذا يجب على الشركات استخدام انستقرام في التسويق؟"، أيًا من هذه الجمل أكثر إقناعًا بالنسبة لك؟
الجملة الثانية بالطبع، لأن البيانات توفر دليلًا عمليًا ومباشرًا يمكن من خلاله إقناع القارئ بعيدًا عن الفرضيات والمعلومات المرسلة التي لا تستند إلى دليل.
الترتيب المثالي لكتابة فكرة محددة يكون كالتالي: البدء بالفكرة الرئيسية، ثم تقديم دليل على هذه الفكرة لتأكيدها، وأخيرًا تلخيص الفكرة سريعًا. لا شيء يحقق نتائجًا أفضل من البيانات في تقديم دليل على أفكارك وتأكيدها. حاول باستمرار البحث عن مصادر وأرقام وإحصاءات لتدعيم التدوينات التي تكتبها، وكسب ثقة القارئ.
عندما تستعين بمصادر في كتابة إحدى مقالتك، من المهم كتابة هذه المصادر وذكرها بشكل واضح. النسخ من موقع آخر يمكن كشفه بسهولة، لأنه بشكل أو بآخر تستبدل نبرة صوتك أو طريقة صياغتك للجمل إلخ… وهو ما يؤثر بشكل كبير على مصداقيتك أمام القارئ. بالإضافة إلى ذلك، إذا اُكتشفت سرقة أو نسخ محتوى أشخاص آخرين من قبل قوقل، سيتعرض موقعك لعقوبات ستؤثر على ترتيب الموقع وعدد الزيارات.
من المهم بالنسبة لك كمدون قضاء بعض الوقت لفهم حقوق النشر والإبداع، وكيفية الاستشهاد بمحتوى أشخاص ومدونات أخرى في مقالاتك دون التعدي على حقوق الملكية؛ وبعد ذلك الاعتماد على هذه المعلومات في التأكد من أن المحتوى الذي سيُنشر يتوافق مع تلك القواعد لتجنب حدوث أي مشاكل.