كيف تجذب عملاء جدد إلى مقهاك، وليس فقط أولئك الذين يعرفون المكان بالفعل ويترددون عليه باستمرار؟ بالتأكيد تحتاج إلى الموقع الجيد، والبيئة المناسبة، وتقديم منتجات مُتنوعة، وبالطبع قهوة لا مثيل لها. ولكن هذه البداية فقط، وليست كافية لجذب المزيد من العملاء.
فما هي الحوافز التي يمكنك تقديمها لجذب المزيد من العملاء، وما تقنيات التسويق التي يمكنك الاعتماد عليها لتحقيق هذا الهدف؟ في هذا المقال نتحدث عن أحد أهم هذه الاستراتيجيات، وهي التفاعل مع العملاء والتواصل معهم على الشبكات الاجتماعية.
بالنسبة لمقهى صغير في أحد المدن، قد لا يبدو استخدام الشبكات الاجتماعية عاملًا فعّالًا في تعزيز النجاح وزيادة العملاء؛ لأن العملاء يأتون إلى مقهاك غالبًا لأنه قريبًا، ومحليًا، ومريحًا وهادئًا. فكيف بالتحديد يمكن للشبكات الاجتماعية أن تساعد على بيع المزيد من القهوة؟ لنناقش معًا بعض الأسباب.
أولاً ، تشهد الخدمات الغذائية، مثلها مثل معظم الصناعات الأخرى، نمواً كبيراً في العلامات التجارية المشهورة والمتاجر المتسلسلة التي تلتهم المقاهي المستقلة والصغيرة. ومعظم هذه الشركات الكبيرة تكتسب العملاء بسبب إلمام المستهلك بعلامتهم التجارية من خلال مجموعة متنوعة من المواقع ونتيجة لميزانيات الإعلان العالية!
ثانياً، قد تعتقد أنك وصلت بالفعل إلى جميع المستهلكين المحليين المحتملين، ولكن الحقيقة هي أن العملاء يحتاجون إلى حوافز للعودة واستبدال صانع القهوة في المنزل أو المكتب ببدائل أفضل مثل القهوة الطازجة التي يقدمها مقهاك. والحقيقة أن المنافسة في كل مكان، وجودة المنتج والبيئة وحدهم لا يمكنهم توسيع شريحة المستهلك الخاصة بك.
توجد فرص مذهلة لانتشار منتجاتك وعلامتك التجارية تنتج عن تواجد جمهورك المُستهدف على الشبكات الاجتماعية المُختلفة. ولأن معظم المقاهي تتواجد بالفعل على الشبكات الاجتماعية بشكل أو بآخر، فإنشاء صفحة على انستقرام ليس كافيًا؛ بل يجب أن تكون نشطًا ومتفاعلًا مع الجمهور باستمرار.
لهذا السبب تحتاج إلى استخدام الأدوات المناسبة لجذب العملاء والتفاعل معهم، ومحاولة الوصول إليهم بطرق مُختلفة سواء من خلال نشر المحتوى التقليدي، أو المسابقات أو حتى الحملات الإعلانية المدفوعة. سيساعدك هذا الدليل على استخدام الشبكات الاجتماعية كأدوات تسويقية بهدف زيادة الوصول إلى عملائك المحتملين لمقهاك، وتلقي الملاحظات حول علامتك التجارية ومنتجاتك، والأهم من ذلك بناء علاقات مع العملاء خارج حيز المقهى.
سنبدأ بالتركيز على كيف يمكنك التفاعل مع عملائك، لأن هذا الجزء هو الأكثر أهمية في وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للشركات. هناك العديد من الحواجز التي تُزال عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يعبرون عن آرائهم عبر الإنترنت. بدلاً من إجراء استطلاعات في مقهاك أو طلب تقييمات، يمكنك بسهولة بدء المحادثات وتشجيعها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
تذكر أنك تحتاج غالبًا إلى طرح الأسئلة! إذا كنت غير متأكدًا من قرار تغيير معجناتك إلى شطائر، فلماذا لا تسأل أولاً، بدلاً من إجراء التغيير ثم بعد ذلك تُدرك أنه لم يكن قرارًا مثاليًا؟ تعد الشبكات الاجتماعية أداة قوية ومثالية يمكنك من خلالها إشعار عملائك بالتقدير والسماع إلى آرائهم بشكل مباشر.
من البديهي أنه لا يكفي طرح الأسئلة فقط، بل يجب عليك تحليل التعليقات وردود الأفعال واستخدامها كمحرك لعمليات التطوير المُختلفة. وجود معدل استجابة مرتفع على الطلبات والأسئلة سيكون له نفس تأثير خدمة العملاء الجيدة في المقهى. وعندما تنشر التحديثات والعروض الترويجية، حلل المنشورات التي تنال إعجاب الجمهور واستمع جيدًا إلى تعليقاتهم. قد تعتقد أنك تعرف كل شيء عن عملائك، لكنك ستندهش لمعرفة عدد الأفكار والاقتراحات الجديدة التي يمكنك تعلمها مباشرة من مجرد مراقبة المتابعين على صفحات الشبكات الاجتماعية.
أفضل القصص وأكثرها جدارة بالثقة تأتي من أفواه العملاء. فلماذا لا تستخدم هذه القصص عند الإعلان عن المقهى على الشبكات الاجتماعية؟ قم بإنشاء مسابقات وعروض ترويجية لتحفيز المستهلكين على التفاعل ومتابعة التحديثات على صفحتك.
بالنسبة إلى المقهى، يمكن أن تكون مسابقة الصور التي تحمل موضوعًا وجائزة ذات صلة بالعلامة التجارية طريقة جيدة لتسويق المنتج والعلامة التجارية بشكل غير مباشر من خلال المستهلكين. اطلب من الجمهور مشاركة أفضل صورة لقهوتهم الصباحية، وربما أيضًا ذكر اسم النادل (صانع القهوة)؛ وبالتالي يمكنك الحصول على المزيد من التفاعل، وأيضًا تشجيع موظفيك على الأداء بشكل أفضل.
عندما تبدأ بناء وجودك الاجتماعي من خلال العروض الترويجية وحملات المكافآت والتحديثات الإخبارية، يصبح التحدي هو أن تصل إلى ما هو أبعد من المتابعين على الشبكات الاجتماعية. كمقهى صغير، قد يكون وجودك على شبكة اجتماعية واحدة كافيًا إذا كانت الموارد محدودة لأن وجود صفحة شاملة وفعّالة تنشر محتوى عالي الجودة على فيسبوك فقط، أفضل من التواجد على فيسبوك وتويتر بشكل ركيك ومحتوى متوسط.
يجب أن تتضمن المرحلة الثانية من خطة التسويق عبر الإنترنت قنوات أخرى تتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي مثل تحسين صفحات موقعك الإلكتروني وتسويق المحتوى وتهيئة الموقع لمحركات البحث والإعلان على قوقل وفيسبوك إلخ... التركيز على جهودك الإعلانية عبر الإنترنت أمر مهم، لكن لا بديل عن التفاعل الاستثنائي مع الجمهور داخل مقهاك، وتقديم أفضل خدمة بأعلى جودة ممكنة.
النشر بشكل عشوائي ومتكرر على الشبكات الاجتماعية، وإغراق المعجبين في منشورات تتعلق بما تقدم، لن يقدم لك النفع المطلوب، بل على العكس تمامًا. يوجد خط رفيع بين الانزعاج والتقدير، لذا تأكد دائمًا من أنك في الجانب الصحيح من المعادلة، والتركيز على استراتيجية السحب تعني محاولة جعل منتجك مُقنعًا للشراء وجذابًا بدل من الضغط على المستهلك لشرائه.
من خلال تفاعل العملاء، يمكنك رؤية ما يبدي العملاء اهتمامًا أكبر به، ومن ثم تستخدم اقتراحات المتابعين للتحسين والتطوير.
قم بالترويج للعديد من المنتجات بعدد قليل من المنشورات، وعندما تحصل على تفاعل أكبر على منتجات محددة، ركّز على هذه المنتجات، واستثمر في ترويجها. وكن حريصًا فيما تُشارك مع العملاء، واحرص أيضًا على اختيار التحديثات الخاصة بك بحكمة وعناية.
بغض النظر عما إذا كنت صاحب مقهى صغير أو مقهى عالمي، يمكنك بشكل أو بآخر الاستفادة من إقامة المسابقات على الشبكات الاجتماعية وحث الجمهور على التفاعل.
في الجزء القادم، سنركز على ثلاثة أنواع من المسابقات الفعّالة في الترويج للمقاهي وهي:
يمكن بسهولة إقامة مسابقات الصور بكل فعّالية. يتم إعطاء المشاركين موضوع الصورة، ويتعين عليهم نشر صورة تدور حول هذا الموضوع على صفحتك على فيسبوك (أو وسيلة التواصل الاجتماعي المفضلة)، وبعدها يتم اختيار الفائز وفق الآلية التي تُحددها. وهذا يشجع الجمهور على إنشاء محتوى ذات صلة يمكن أن ينتشر بشكل فيروسي ويساهم في تعزيز ولاء الجمهور للعلامة التجارية.
بالطبع، يتطلب هذا جهدًا فعليًا من المشاركين، وبالتالي فإن نسبة المشاركة ستكون بلا شك أقل نسبيًا، ولكن سيكون للمشاركين ارتباط أقوى مع علامتك التجارية. ولاختيار فائز، يمكنك اختيار فائز المسابقة بشكل يدوي أو السماح للمتابعين بالتصويت على أفضل صورة.
مسابقات التصويت هي واحدة من أكثر المسابقات تنوعًا وفعالية، وتحقق نتائج فعّالة في جميع المجالات تقريبًا؛ ويمكن إقامتها بسهولة. وآليتها ببساطة كالتالي: يقدم المشاركون عناوين بريدهم الإلكتروني، ثم يُسمح لهم بالتصويت على عدة خيارات. وتعتبر مسابقات التصويت قوية بشكل خاص لأنها تمنح جمهورك فرصة للتعبير عن آرائهم حول مجموعة متنوعة من المواضيع.
تتمثل إحدى طرق المساعدة في زيادة الطلب مؤقتًا على نشاطك التجاري في الحصول على عرض لفترة محدودة (أو كمية). في مثل هذه الصناعة التنافسية، غالبًا ما يهتم المتابعون جدًا بالسعر، ويقررون بناءً عليه المنتجات التي يستهلكونها وبما في ذلك القهوة والمشروبات. وبالتالي إقامة عروض حصرية من فترة لأخرى تُمكنك من جذب الجمهور وزيادة المبيعات لفترة مُحددة، وإذا كنت تقدم شيئًا فريدًا، سيعود إليك العميل بعد ذلك من تلقاء نفسه دون أي عرض أو خصم.