سيستمر نمو وزيادة تأثير التسويق عبر الجوال خلال الأعوام القليلة القديمة، وقد شهد نموًا كبيرًا بالفعل خلال العام السابق والعام الجاري؛ ومع ظهور شركات جديدة وأدوات أكثر فعّالية تُسهل من تحقيق أفضل عائد من التسويق عبر الجوّال، أصبحت العديد من الشركات والأنشطة التجارية تعتمد عليه كقناة تسويق أساسية.
يحاول المسوقون تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الاتجاهات الجديدة مثل الشراء داخل الشبكات الاجتماعية والبحث الصوتي، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة مثل الـ 5G التي أحدثت ثورة في سرعة الإنترنت، وبالتالي قدرات التسويق الرقمي. فيما يلي ستة تطورات رئيسية طُرحت هذا العام في عالم التسويق عبر الجّوال، ومن المتوقع أن تؤثر على الصناعة بشكل كبير.
أصبحت الجوالات الذكية هي القناة صاحبة النصيب الأكبر من مشاهدات الفيديوهات، متفوقة على باقي القنوات الأخرى وباكتساح، حيث أن مشاهدات الفيديو عبر الجّوال تجاوزت 50% من إجمالي المشاهدات مع بداية العام الحالي. وفي نفس السياق، من المتوقع أن تشهد سوق إعلانات الجوال للفيديو نمو بنسبة 72%.
ومع هذا النمو المُستمر، ستواصل العلامات التجارية الكبرى الاستثمار بشكل كبير في التسويق بالفيديو عبر الجوال، وربما تكثيف في الإنتاج وتعزيز الجودة وزيادة الميزانية. وهو ما اتضح بالفعل من اتجاهات شركات مثل فيسبوك وانستقرام إلى إطلاق منصات مثل Facebook Watch و Instagram TV للتركيز أكثر على مقاطع الفيديو.
مع نهاية عام 2015، بلغ عدد المنازل التي تمتلك جهاز تحكم صوتي مثل Amazon Echo أو Google Home إلى 48% من إجمالي عدد الأمريكيين؛ بزيادة 32% عن منتصف عام 2018، وذلك وفقًا لـ Adobe Analytics. استخدام أجهزة التحكم الذكية يدفع المسوقين لاستكشاف كيفية الاستفادة من هذه القناة تسويقيًا، واكتشاف طرق جديدة للتواصل مع الجمهور المُستهدف.
أحد التحديات التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا الصوتية هو القدرة على اكتساب العملاء لأن العديد من أجهزة التحكم الصوتية يرشحون المنتجات والعلامات التجارية استنادًا إلى سجل شراء المستخدم؛ وهو ما يقلل فرص دخول علامات تجارية أو منتجات جديدة إلى المعادلة.
على الرغم من النمو البطيء بعض الشيء للشراء داخل الشبكات الاجتماعية أو التجارة الاجتماعية- Social Ecommerce كما يُطلق عليها؛ إلّا أنه ومع مرور الوقت تتحول من مجرد رفاهية بالنسبة إلى متجر إلى ضرورة أساسية لتعزيز الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور، وتوفير خيارات شراء أكثر تنوعًا.
خلال عام 2018، حوالي 66% من الشركات قامت بتحليل فرص الاعتماد على التجارة الإلكترونية وبدأت بالفعل في إعداد استراتيجيات للتنفيذ. سيحتاج المسوقون إلى الاستمرار في التكيف مع كيفية تفاعل الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتعمل الشبكات الاجتماعية على إعادة صياغة دورها من مجرد قناة للتواصل إلى أسلوب حياة.
من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على استراتيجيات التسويق عبر المؤثرين إلى أكثر من 10 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020، وسيواصل المسوقين مهمتهم في البحث عن أفضل المؤثرين بما يتناسب مع طبيعة الجمهور المُستهدف، ويخدم أهدافهم التسويقية. حوالي 62% من الشركات تعتمد بالفعل على التسويق عبر المؤثرين، ويؤمنون أنه يحقق عائدًا مناسبًا على الاستثمار.
ومع زيادة انتشار هذه الاستراتيجية، ستبحث العلامات التجارية والوكالات بشكل متزايد عن طرق تتميز بها عن غيرها، والبحث عن أشخاص استثنائين حتى ولو كانوا ذات تأثير متوسط وعدد متابعين غير كبير للغاية، وأيضًا البحث عن قنوات أخرى بدلًا من مجرد التركيز على انستقرام التي يتم خلالها حوالي 93% من إجمالي حملات التسويق عبر المؤثرين.
شهدت السنة الماضية نموًا هائلًا في الاعتماد على تقنيات الواقع المعزز في إنشاء حملات تسويقية أكثر تفاعلية عبر الجوّال، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 83 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020. يعتقد الخُبراء أن التقنية الآن في مرحلة النضج، وهي التي تلي مرحلة التجربة التي انتهت خلال السنتين الماضيتين.
وستواصل الشركات العملاقة مثل قوقل وفيسبوك هيمنتها على هذا القطاع، ومن المحتمل أن يكون أحد التطورات الرئيسية هو الانتقال الأوسع إلى تصفح الجّوال بشكل عام بدلًا من مجرد الاعتماد على التطبيقات لتُسهل على المستخدم التفاعل معها.